الذكاء العاطفي: نظرة جديدة في العلاقة بين الذكاء والعاطفة
في 2019-10-10
  • كتب تعزز شغفك

ياسر تيسير العيتي

طبيب وأديب وباحث سوري، صاحبُ شغف بالعلم والمعرفة، ولديه اهتمام كبير بالمواضيع ذات الصلة بتطوير الإنسان وإطلاق قدراته، وتطوير مهارات، وقدّم العديد من الكتب المفيدة للمكتبة العربية، ومنها الذكاء العاطفي في الأسرة، والذكاء العاطفي في الإدارة القيادة، والحرية العاطفية، والإنسان أولاً، وقام بتعريب العديد من الكتب إلى اللغة العربية، ومنها: بناء العقول السليمة، والتفكير الناقد، والعادة الثامنة.

 

الكتاب

يذكر المؤلف أن هناك حوالي ألف مؤسسة أمريكية قامت بإجراء أبحاثٍ شملت عشرات الألوف من الأشخاص، وقد توصلت كل هذه الأبحاث إلى نتيجة مفادها أنَّ (نجاح الإنسان وسعادته في الحياة يتوقفان على مهاراتٍ لا علاقة لها بشهاداته وتحصيله العلمي).

ويبين المؤلف أن هناك العديد من النماذج البشرية ذوي التحصيل المنخفض الذين استطاعوا تحقيق النجاح في حياتهم العملية أو الأسرية والعاطفية، ويحققوا نجاحات عظيمة في حياتهم، وأن التفوق الدراسي والعلمي لا يؤدي إلى النجاح في الحياة.

ويؤكد المؤلف على أن هذا لا يعني أنه لا دور للشهادات العلمية والدرجات العالية في تحقيق النجاح، لكنها لا تكفي وحدها، ولا بد من أن تتوافر معها صفات ومهارات معينة، قام العلماء بتحديدها، وإيجادٍ طرقٍ لقياسها وتطويرها.

ومن أبرز الأمور التي تحدّد مدى احتمالية نجاح الإنسان في حياته هي مستوى (الذكاء العاطفي) لديه، ويأتي الكتاب ليساعد الناس الراغبين برفع مستوى ذكائهم العاطفي، وتغيير حياتهم وزيادة فهمهم لأنفسهم، وتحسين تفاعلهم مع الناس من حولهم.

إذ أن الذكاء العاطفي يعلمنا كيف نغيّر من أنماط تفكيرنا، ومن طريقة نظرنا إلى الأمور بحيث نولد في أنفسنا أكبر قدرٍ ممكن من المشاعر الإيجابية، ولأطول فترة ممكنة، وقد بينت الأبحاث أن مهارات الذكاء العاطفي يمكن اكتسابها، وأنَّ الإنسان يستطيع إذا بذل الجهد الكافي أن يرفع من مستوى ذكائه العاطفي.

 

مكونات الكتاب

 

اقتباسات من الكتاب

  • نجاحُ الإنسان وسعادته في الحياة لا يتوقفان على ذكائه العقلي فقط، وإنما على صفات ومهارات قد توجد وقد لا توجد عند الأشخاص الأذكياء، وأطلق العلماء على هذه الصفات والمهارات تسمية الذكاء العاطفي.
  • إنَّ للتفكير علاقة متبادلة مع الشعور، فكثير من المشاعر تتولد في نفوسنا نتيجة لنمط معيّن من التفكير، فإذا غيرنا هذا النمط تبدلت تلك المشاعر، فالإنسان المتفائل يفكر بطريقة النظر إلى النصف المليء من الكأس، وبالتالي يتولد في نفسه شعور التفاؤل والإنسان المتشائم يفكر بطريقة النظر إلى النصف الفارغ من الكأس، وبالتالي يتولد في نفسه شعور التشاؤم.
  • ما الفرق بين إنسان يستطيع أن يحافظ على حبال الود مع الآخرين حتى لو اختلف معهم في الرأي، وإنسان غالباً ما ينهي خلافاته مع الآخرين بخصومات تجعل الآخرين ينبذونه؟ الفرق هو أنَّ الشخص الأول يتعامل مع الخلاف بذكاء عاطفي، أمَّا الآخر فلا.
  • في تجربة شهيرة أُجريت في الولايات المتحدة الأمريكية قام مجموعة من الباحثين بتخيير أطفال في سن الرابعة، بين أخذ قطعة من الحلوى فوراً أو أخذ قطعتين بعد فترة قصيرة، [حيث] اختارت مجموعة من الأطفال أخذ قطعة الحلوى فوراً، واختارت مجموعة أخرى أخذ قطعتين فيما بعد، وعندما عاد الباحثون إلى هؤلاء الأطفال بعد أن صاروا كباراً وجدوا أن نسبة الذي يشعرون بالسعادة منهم أكبر في المجموعة التي اختار فيها الأطفال أخذ قطعتين فيما بعد، وأن هؤلاء أكثر نجاحاً في حياتهم المهنية، وأكثر استقراراً في حياتهم الأسرية والعاطفية، وتوصل الباحثون إلى الحقيقة العلمية التالية: إن قوة الإرادة والقدرة على التحكم في النفس يؤديان إلى السعادة والنجاح في الحياة.
  • إنَّ حاجة الإنسان إلى التعاطف على المستوى النفسي تماثل حاجته إلى الهواء والماء والطعام على المستوى الجسدي، بل إنَّ الدراسات أثبتت أن أولئك الذين يحاطون بجوٍ من التعاطف والتفهم لمشاعرهم تكون قدرة أجسادهم على مقاومة الأمراض أفضل من الأشخاص المحرومين من الدعم العاطفي، ففي دراسة على مرضى أُجريت لهم عملية نقل نقي العظام؛ وُجد أن 54% من الذين يتمتعون بدعم عاطفي من أهلهم وأصدقائهم عاشوا بعد عامين من عملية النقل، في حين أن 20% فقط من المرضى الوحيدين الذين لا يتمتعون بدعم عاطفي ظلوا أحياء بعد عامين من العملية.