يُعد الدكتور بكار أحد المفكرين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، حيث يسعى إلى تقديم طرح مؤصّل ومتجدّد لمختلف القضايا ذات العلاقة بالحضارة والإسلامية وقضايا النهضة والتربية، وله أكثر من أربعين كتاباً في هذا المجال، لقي الكثير منها رواجاً واسعاً في دول العالم الإسلامي.
من جهة أخرى، قادَ د. عبد الكريم بكار مسيرة أكاديمية طويلة دامت 26 عاما بدأت عام 1396هـ / 1976م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم (السعودية)، لينتقل بعدها إلى جامعة الملك خالد في أبها في عام 1409هـ / 1989م حصل خلالها على درجة الأستاذية في عام 1412هـ / 1992م وليبقى فيها حتى استقال منها عام 1422هـ / 2002م ليتفرغ للتأليف والعمل الثقافي والفكري حيث يقيم في العاصمة السعودية الرياض.
الكتاب
في هذا الكتاب يقدّم المؤلف مداخل وإضاءات لقضايا عديدة تتصل بتكوين الذات واكتشافها، كما يقدم بعض المرشدات والمؤشرات التي توقظ وعي المسلم نحو الآفاق الممتدة والمتعددة لتنمية شخصيته والنهوض بها، وتلك المرشدات والمؤشرات منها ما يتصل بالجانب المعرفي النظري، ومنها ما يتصل بالجانب العملي السلوكي.
وصرح المؤلف على التأليف هذا الكتاب إيماناً منه بأن الإنسان إذا صلُح أمكنه أن يُصلح كل ما حوله، وإذا فسد أفسد كل ما حوله، وبأسلوب جميل يعرض المؤلف العديد من القضايا الجوهرية والمهمة في حياة الإنسان ومنها قضايا الوعي الذاتي، وأحوال القلب والروح، والإنتاجية والجودة.
مكونات الكتاب

اقتباسات من الكتاب
- إنَّ أفضل الاستثمارات على الإطلاق، هي تلك الاستثمارات التي نوظفها في معرفة أحوالنا الخاصة، والوقوف على إمكاناتنا الكامنة، وحقيقة المشكلات التي نعاني منها، والمصاعب التي نواجهها.
- رجل المبادئ يتحلى بالجرأة والإقدام على التغيير والتطوير؛ لأن مبادئه توفّر له الأرضية الصلبة للحركة، ولذلك فهو مع تجدده يشعر بالاطمئنان، كما يشعر أن كل ما يقوم به من تغييرات منظومٌ في سلك واحد، ويخضع لرؤية واحدة.
- لا تتجلى الرجولة الحقة إلا لدى أصحاب المبادئ، فهم يستمدون من مبادئهم ما يعينهم على الصمود في وجه المحن، ويستمدون منها العزيمة على مقاومة الباطل، وعدم الرضوخ للابتزاز، وهي تحول بينهم وبين الجري خلف المنافع المؤقتة.
- إنني أجزم بأنَّ ما كامن في نفوسنا من طاقاتٍ هو أعظم بكثير من كل الإنجازات التي أنجزناها، لكن تلك الطاقات تحتاج إلى تجسيد من خلال الوعي والإرادة.
- حاجتنا اليوم إلى الأخلاق الحميدة، والنفس الإيجابية السوية تفوق حاجتنا إليها في أي زمان مضى؛ حيثُ إن العولمة تضغط على المنظومة الخلقية، وتهمّش الكثير من الأخلاق الجوهرية، بُغية تحقيق المزيد من الربح، والمزيد من التمدد الاقتصادي، والمزيد من النفوذ والقوة.
- لا ينبغي الالتفات إلى المثبطين، الذين ينشرون اليأس من تغيير العادات ويحثون الناس بطريقة خفية على الاستسلام لدواعي الشهوة والهوى ومرذول الطباع، فالإرادة الصلبة حين تتوفر تصنع العجائب.
- السلوك هو مجموعة من العادات، والذي يحدد نوعية سلوك الواحد منها هو نوعية الأعمال والأنشطة الصغيرة التي يقوم بها في كل يوم، وإن عشر عادات سيئة كافية لنقل أي إنسان من مستوى الإنسان العادي إلى مستوى الإنسان السيئ، كما أ، عشر عادات جيدة كافية لنقل أي إنسان إلى مستوى الإنسان الجيد.
- من العسير أن يجعل المرء من نفسه قدوة في جميع شأنه، فليحاول الواحد منا أن يكون قدوةً في جانبٍ من جوانب شخصيته ومسيرة حياته، كأن يقدّم نموذجاً راقياً في بر والديه، أو خدمة إخوانه، أو المحافظة على الوقت، أو إتقان التخصص، أو التفوق الدراسي.