الذكاء العاطفي ودوره في حياة أصحاب الشغف
في 2019-08-08
  • شغف معرفي

إنَّ هناك عوامل حاسمة في حياة الإنسان التي تشكّل مؤشراً قوياً على مدى قدرته على النجاح في حياته، وتحقيق ذاته، ومن هذه العوامل طريقة الاستجابة للأحداث، والتعامل مع ظروف الحياة، والقدرة على حل المشكلات.

ومن هذه العوامل أيضاً "الذكاء العاطفي" إذ أنه يلعب دوراً مفصلياً في نجاح الإنسان في حياته، وإيجاده لشغفه، إذ أن إيجاد الشغف والانطلاق في الحياة من خلاله متوقف بشكل كبير على الذكاء العاطفي لدى الإنسان، ومدى قدرته على تجسيد ذلك الذكاء في حياته.

والذكاء العاطفي بحسب دانييل جولمان هو: "مجموعة المهارات العاطفية التي يتمتع بها الفرد، واللازمة للنجاح في التفاعلات المهنية وفي مواقف الحياة المختلفة".

ويشير مفهوم الذكاء العاطفي أيضاً إلى القدرة على إدراك الانفعالات والأحاسيس والميول الشخصية وتقويمها والتعبير عنها، ويشير أيضاً إلى القدرة على توليد تلك الانفعالات والأحاسيس والميول، وتنظيمها بما يضمن النمو العاطفي والعقلي للإنسان.

فكلما كان الذكاء العاطفي عند الإنسان مرتفعاً كلما كان أقدر على إيجاد شغفه، وتطويره، والعيش من خلاله، وكلما كان أقدر على ضبط مشاعره والتوجه نحو هدفه.

وفيما يلي سنعرض أبعاد الذكاء العاطفي وفقاً لنظرية جولمان، إذ أن الوعي بهذه المكونات والعمل على تطويرها، سيساعدك حتماً على زيادة ذكاءك العاطفي، وتلك المكونات هي:

مجال الكفاءة الشخصية

البعد الأول: الوعي بالذات: وهو القدرة على قراءة الفرد لمشاعره وإدراك تأثيرها على حياته، ومعرفة جوانب القوة والضعف لديه، ويشكّل الوعي بالذات أساس الثقة بالنفس، وكلما ارتفع مؤشر قوة هذا البعد لدى الإنسان، كلما ازدادت احتمالية نجاحه في اكتشاف شغفه والعيش من خلاله.

البعد الثاني: تنظيم الذات: وهو القدرة على تعامل الفرد مع المشاعر والانفعالات السلبية التي تؤثر عليه سلباً، والقدرة على التخلص منها وتحويلها إلى انفعالات إيجابية، ويتضمن هذا البعد أيضاً القدرة على عدم كبت الفرد لمشاعره ويموله الشخصية وإنما الاستفادة منها لتحقيق التوافق في حياته، وكلما ارتفع مؤشر قوة هذا البعد لدى الإنسان، كلما ازدادت قدرته على تجاوز مخاوفه والمشاعر والأفكار التي تعيق إطلاق شغفه وتطويره وإدماجه في حياته.

البعد الثالث الدافعية: وهو القدرة على إيجاد الأهداف الشخصية في الحياة، وإضفاء الأمل والحماس على الحياة، وتوجيه الانفعالات الشخصية نحو تحقيق غاية ما، وكلما ارتفع مؤشر قوة هذا البعد لدى الإنسان، كلما ازدادت قدرته على تحديد شغفه بدقة ومعرفة المعنى من حياته، وإيجاد أهداف في الحياة متوافقة ومرتكزة على شغفه.

 

مجال الكفاءة الاجتماعية

البعد الرابع التعاطف: وهو القدرة على قراءة انفعالات الآخرين ومشاعرهم من خلال تفاعلهم وتعبيرات وجوههم، ويتضمن القدرة على تخفيف آلام الآخرين، وكلما ارتفع مؤشر قوة هذا البعد لدى الإنسان، كلما ازدادت قدرته على التواصل الفعّال مع الناس مع فهمهم والتعاطف معهم، وبالتالي فإنَّ هذا البعد يلعب دوراً حاسماً في عدد علاقات الإنسان ومدى قوتها ومتانتها.

البعد الخامس المهارات الاجتماعية: وهو القدرة على التأثير الإيجابي والقوي في الآخرين عن طريق فهمهم وإدراك مشاعرهم، ومساندتهم، وبناء الثقة معهم، وكلما ارتفع مؤشر قوة هذا البعد لدى الإنسان، كلما ازدادت قدرة الإنسان على قيادة الناس والتفاعل الإيجابي والتواصل الفعّال معهم.

إن هذه الأبعاد الخمسة تشكّل عاملاً قوياً وحاسماً في حياة الإنسان وتعامله مع شغفه، من اكتشافه وتطويره، وصناعة العلاقات مع الناس وفهمهم والعمل معهم.